واليوم سنتعرف على الداعية والواعظ والمناظر الإسلامي وهو أحمد حسين كاظم ديدات والذي ولد في تادكهار فار باقليم سراط بالهند ومن مواليد ١ يوليو عام ١٩١٨، وهو يعد من اسرة هندية ومكان الإقامة جنوب افريقيا، وكانت اسرة ديدات أيضاً اسرة فقيرة وكان والد احمد (حسين كاظم ديدات) يعمل كمزارع في جنوب أفريقيا وكان احمد واخواته يقيمون بالهند مع والدتهم إلى أن توفاها الله عام ١٩٢٧ وكان عمر احمد ٩ سنوات وفي ذلك الوقت وبعد موت الام ذهب احمد واخواته لحسين الذي هو والده ولان وضع والد احمد المادي كان سيء ولذلك خرج احمد من المدرسة وهو في سن الستة ابتدائي وبدا بالعمل من أجل مساندة والده وكانو مقيمين بمدينة ديربان في جنوب أفريقيا وديربان في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال الانجليزي ولذلك كانت ديانة البلد المسيحية واللغة البلد هي اللغة الانجليزية.
وكان هناك أيضاً كلية تبشيرية مشهورة بالمدينة وهي ” كلية أدامز”، وعند ترك أحمد للمدرسة بدأ بالعمل في محل للبقوليات مواجه لكلية ادامز، وهنا عند خروج الطلاب من الكلية كانوا يدخلون المتجر الذي يعمل به أحمد ويبدون بالتحاور بأمور الإسلامية وهنا احمد كان يقف متفاجئ عن ماذا يتكلمون ماهو الحديث ماهي الثنة ومن هو محمد، وكان يشعر نفسه وكانه قادم من مجرة آخرى ولم يكن يعلم شيء عن الدين غير الشهادة، وفي يوم من الأيام كان ديدات ينظف المستودع فوجد كومة ورق فبدأ البحث بينهم واذ به يجد كتاب واسمه إظهار الحق ولحكمة الله كان الكتب قديم جداً لدرجة ان الفئران متناولة حواف الكتاب، وهذا يكون يرد على شبه لمبشر الالماني كارل فندر عن الإسلام.
ويقول أحمد بأن بفضل هذا الكتاب تغيرت حياته وعند انتهاءه من الكتاب اكتشف أحمد أن ذاكرته قوية جدا وبدأ بالرد لطلاب الذين كانو يدخلون على المتجر الذي يعمل به ويزعجوه، وهنا بدأ احمد باكتشاف ان لديه حضور وطريقة إلقاء جيدة جداً ولذلك بدأ بحفظ القرآن الكريم ومعه كتب الثنة وهي الاحاديث النبوية والفقه والذي هو احكام شرعية والسيرة التي هي القصص التاريخية عن الإسلام من اجل تدعم نفسه بالمعلومات الكاملة وبقاءه متجهز لجل اي شبها، وفي تلك الثناء ترك المتجر الذي كان يعمل به في عام ١٩٣٦ وبدأ بالعمل كسائق لصالح مصنع للخشب وكان في سن 18.
وهنا عندما بدأ الديدات برؤية كمية اكبر من ناس قرر الانتقال من خانة الدفاع عن الدين إلى خانة الهجوم وبدأ بشراء كتب الديانات الأخرى وبدأ بقرائتهم، وبعد عامين ترفع احمد من سائق للمصنع لكاتب ضبط للوردات والصادرات للمصنع وذلك في عام ١٩٣٨،وهنا بدأ ديدات باكتساب وقت ومال اكثر ولذلك قرر اكمال تعليمه فدخل الكلية الفنية السلطانية لقسم رياضيات وإدارة اعمال ومع استمراره فالعمل أستطاع من إنهاء دراسته وهو يعمل وبقيا في المصنع ١٣ سنة وأيضاً حصل على ترفيع أخر وهو نائب رئیس المصنع. ساقر ديدات إلى الباكستان وتزوج هناك من سيدة تدعى حواء غنغت وذلك في ١٩٤٩، واصبح لديه ولدين وفتاة إبراهيم رقية ويوسف.
بقيا احمد في باكستان ٣ سنوات ومن ثم اضطر على العودة لجنوب أفريقيا كي لاتنتهي صلاحية استخدام اقامته لانه مواطن هندي وليس افريقي وعند عودته تم تعينه كمدير في نفس المصنع الذي كان يعمل به وفي عام ١٩٥٦ قرر احمد بتغير اسمه من المستر ديدات إلى الشيخ ديدات وفي ذلك الوقت كان احمد متمكن جدا من دراسته وحفظه الذي عمل عليه ٢٢ سنة واستأجر بيت صغير لفتحه مكتب للدعوة الإسلامية هو وصديق عمره غلام حسن، وهنا بدأت مسيرته هو وصديقه غلام بنشر الدعوة والذهاب للكوانس وعمل المحاضرات للنقاش بالدينانتهم معهم وبعد المحاضرة اي شعور بشك لاي شاب كان يتواجه للشيخ احمد وهنا بدأت شهرة الشيخ احمد ديدات واصبح الشيخ ينقل الناس من ديانة المسيحية للإسلام.
وبعد انتشلر اسم الشيخ أحمد الديدات جاء على مكتبه رجل يدعى صالح محمد وهو من كبار رجال الأعمال المسلمين المتواجدين بمدينة كيب تاون، وهنا بدأت الدعوات الجماعية المجانية لكافة الشعب من اجل حضور دروس الشيخ أحمد ديدات وهنا بدأت شهرت احمد ديدات بشكل كبير وهائل وبدأ بمشروع هو وصالح محمد وهو معهد السلام لتخريج الدعاة وذلك في ١٩٦٨، وتم توسيع المشروع من خلال بناء جامع ومدرسة ومطبعة تطبع القرآن الكريم باللغات مختلفة،وبعد فترة زمنية قليلة بدأت بالشهرة العالمية وتم تكريمه بالعديد من البلدان العربية، والف الديدات اكثر من ٢٤ كتاب وتم ترجمتهم للغات عديدة :
- ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ What the Bible Says about Muhummed (طبع منه أكثر من ثلاثمائة ألف نسخة)
- هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ – ?Is the Bible God’s Word (طبع منه أكثر من مائتين وستين ألف نسخة)
- مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء – ?Crucifixion or Cruci-fiction
- المسيح في الإسلام – Christ in Islam
- الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية – Islam’s Answer to the Racial Problem
- المسلم يؤدي الصلاة – The Muslim at Prayer
- من دحرج الحجر ؟ – ?Who Moved the Stone
- مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء
- المسيح في الإسلام
- محمد: الخليفة الطبيعي للمسيح
- ماهو اسمه ؟ (الله في اليهودية والمسيحية والإسلام)
- الإختيار
- شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان رشدي الغرب
- عتـاد الجـهـاد
- الخمر بين المسيحية والإسلام
- من المعمدانية إلى الإسلام
وفي عام ١٩٩٦ كان الشيخ أحمد في محاضرة باستراليا من اجل بعض المناظرات وعند عودته إلى جنوب أفريقيا اصاب بجلطة من نوع غريب عجز الأطباء عن وجود شفاء لها والناتج عن هذه الجلطة مرض واسمه الحجز الداخلي مثل الشلل لانه كان يشعر بكل شي يحصل حوله ولكن لايستطيع تحريك جسده ابداً لدرجة ان اجرى له الأطباء عملية فتح بطن ووضعوا له انبوب من اجل إدخال الطعام لجسده وبقيا الشيخ أحمد ديدات ٩ سنوات في السرير ومن اكثر الناس الذين دعموه كانت زوجته فهي كانت زوجة وطباخة وممرضة وفي يوم الاثنين ٨ أغسطس ٢٠٠٥ توفاه الله وكان عمر الشيخ أحمد ديدات ٨٧ وبعد عام واحد توفيت زوجته أيضاً. مات الشيخ بعدما أحيا ثنةً اندثرت منذ مئات السنين مات بعدما اشعل القلوب فخراً وأنار العقول علماً وألهم النفوس مثابراةً وصبراً رحمكَ الله ياأحمد ديدات.