من هو ابو الطيب المتبني وماهي سيرته الذاتية
يعرف المتبني بأنه كان رجل حكيم عربي وكان مشتهر بشعره,وُلد المتنبي في الكوفة سنة 303 في منطقةٍ تُسمى كِندة , واسمه الكامل احمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي وعاش أبو الطيب أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان من أعظم شعراء العرب، وكما أنه عُرف بشخصيته المميزة ومن الشخصيات الغامضة يعجز المرء عن تحليليها، وشعرالمتنبي كان حيّرةً للناس، واستعصاء لهم في فهم مقاصده، وهي الأسباب التي دعت ابن رشيق ليلقِّبه ببمالئ الدنيا وشاغل الناس، وشعر المتنبي بعد من اكثر الاشعار التي حصل على شعبية كبيرة رغماً من صعوبة فهمه.
مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ
كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ
أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـه
غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ
أما أنّ أباه كان رجلاً بسيطاً فلم يكن له قيمةً تُذكر, أمّا أمّه فلا يُعرف عنها اسمها ولا أصلها ولا من أي البلاد هي، إلا أنّه من المعروف أنّه بعد موتها كفلته أمها التي هي جدّته، وعطفت عليه وأحبته حباً كبيراً، وربته إلى أن اشتد عوده وأصبح رجلاً، ولم يُعرف اسمها أيضاً ولا اسم أبيها، وقد عُرف عن المتنبي حبه الشديد للعلم والأدب، كما أنّه تمتع منذ صغره بالذكاءِ وقوة الحفظٍ.
غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة فجوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة.ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة في حلب أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظنون أنه حصل على أكثر من حقه.
وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلا أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحسن مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.
كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الاسدي العيني بقصيدة شديدة الهجاء شنيعة الألفاظ و تحتوي على الكثير من الطعن في الشرف مطلعها:
مَا أنصَفَ القَومُ ضبّه | وَأمهُ الطرْطبّه | |
وإنّما قلتُ ما قُلـ | ـتُ رَحمَة لا مَحَبه |
فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محمد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي هجاه المتنبي، وكان في جماعة أيضًا. فتقاتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد.