النبلاء هم فرسان الأخلاق الذين تهدينا إياهم المواقف. انهم اولئك الذين يتمسكون بقيمهم ومبادئهم النبيلة فلا يجرفهم الطوفان ولا تقتلعهم الرياح مهما اشتدت عليهم قوتها… الذين لا يجيدون التمثيل على مسرح الحياة .. ولم تمتزج وجوههم بالأقنعة يوماً.. ولم يتعاملوا معنا إلا بوجوههم الحقيقية ، ومواقفهم الحقيقية .. ومشاعرهم الحقيقية .. الذين يخنمون حكاياتهم برقي الفرسان .. فلايؤذون ولا يظلمون ولا يحزنون أنصافهم الأخرى في الحكايات .. ويترددون كثيرا في إغلاق الصفحة .. وإنهاء الحكاية … ومغادرة حياة أرواح منحتهم من الثقة الكثير .. الذين لا يثرثرون بعد الفراق بتفاصيل خاصة بدركون تماما أنها بحب تبقى خاصة .. ويحتفظون في خزائنهم بتفاصيل زمنهم الجميل . ويخبئون تحت وسائدهم ثروة من الأحلام والذكريات والحنين.
الذين لاينلونون من أجل الوصول إلى مصالحهم .. ولا ينحنون من أجل الصعود الكاذب إلى القمة .. ولا يلهثون خلف الارتفاع المجرد من الكرامة .. الذين لايترددون في طرق أبواب منازل أخطأوا في حق أصحابها .. طلبة للعفو .. ولفرصة أخرى يرمون بها ماتسببوا يوم في انكساره .. الذين لا يغيرون قيمهم بمجرد أن يغيروا المكان … ولا يغيرون المكان بمجرد أن يغيروا الأرواح .. ولهم مع الوفاء حكاية عمر طويل .. الذين لا يستترون خلف الدين کي يمارسوا سوء أخلاقهم .. ولا يروعون الآمنين . ولا يلونون كوكب الأرض بالدماء … ولا بعيثون في الأرض الفساد .. الذين لا يتضخمون بعقدهم النفسية .. ولا ينبحون خلف القوافل .. ولا يقذفون أشجار سواهم بحجارة من حقد وغل .. الذين لا يتخففون من قيمهم حين تعلوا أمواج الحياة حولهم .. ولا يلقون من سفنهم أنقى مايملكون من أجل الوصول إلى شواطيء لاتشبههم بشيء.
الذين لابدعون الكمال .. ولا يمارسون دور الملائكة ، ولا يتتبعون عورات الناس .. ولايفضحون عیوب سواهم حين تفضحها المواقف لهم. الذين يحترمون رفاق الحياة.. ورفاق الدراسة .. ورفاق العمل فلاینفننون في حفر الحفر ولايكيدون ولايمكرون .. ولا يرمون الذئب بذنبهم .. الذين لا يخونون أمانة المنصب .. ولا يحولون مناصبهم إلى أداة ظلم .. ويؤمنون جدا أنه ( إن كان عمر لايرى فرب عمر یری ) الذين يحترمون أحزان العالم … فلايشمتون في المصائب … ولايتراقصون في الهموم .. ولا يتمنون الشر لسواهم .. ويحلمون أن يعم الأرض السلام .. الذين يحيطون بنا عند سقوطنا .. كي يجمعوا تبعثرنا ..ويعيدوا ترمیمنا .. ويتحولون عند غرقنا إلى طوق نجاة .. سفينة إنقاذ لنا !
الذين لايصطادون في المياه العكرة .. ولايتنصتون من خلف الجدران .. ولا يرشقون منازل الناس بالطوب حتى لو كانت منازلهم من حديد … الذين مازالوا يفضلون الكتابة الورقية .. والقراءة الورقية .. والذكريات الورقية .. ويخفون في خزائنهم كنزهم الورقي .. الذين لا ينسحبون من منتصف الطريق .. ولا يفلتون اليد التي وثقت بهم .. ويترفعون عن الأحاديث التافهة .. والأفعال التافهة .. والمواقف التي تأكل من قامات العمالقة الكثير .. الذين لا تسمح لهم أخلاقهم بالتسلل من النوافذ …. وسرد الأعذار وتأليف الحكايات الكاذبة لمغادرة حكاية كانت لهم ذات عاطفة وطناً.