جندح بن حُجر بن الحارث الكندي ولدا في عام 500, ولد في نجد في قبيلة كندة وعُرفَ بأسم امرؤ القيس وكان من الشواعر ذو مكانة عريقة وكان يزدهر شعره بزمن الجاهيلية ويُعد رأس شعراء العرب وأحد أبرزهم في التاريخ. تعلم جندح الشعر من خاله في صغره وكان مهوساً جداً بالشعرالاباحي وعلى الرغم من أن والده كان يمنعه من كتابة الشعر الاباحي فقام بضرده من قبيلته ومن هنا انتقل إلى دمون في حضرموت وكان في سن العشرين وبعد أن قضى هناك خمس سنوات قام ببدأ السياحة في بلاد العرب ساعياً وراء اللهو والنساء والطرب.
كان صريحاً في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية، وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشعر إلى مخادع النساء, واستمر بعدها جندح على ماهو عليه بل وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسلب متاعها. لكن موت والده فجاءه الخبر بينما كان جالساً يشرب الخمر فقال: «رحم الله أبي، ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً. لا صحو اليوم ولا سُكْرَ غداً، اليوم خمر وغداً أمر» فأخذ على عاتقه مسؤولية الثأر لأبيه، واسترجاع كفة حكم كندة، فحلف ألا يغسل رأسه وألا يشرب خمراً،
فجمع أنصاره واستنجد بقبائل أخواله بكر وتغلب، وقتل عدداً غفيراً من بني أسد، فطلبوا أن يفدوه بمئة منهم فرفض، فتخاذلت عنه قبائل بكر وتغلب، وقد نظم شعراً كبيراً في هذه الأحداث. وكان امرؤ القيس من الرجال الذي لايعلم بالدين بل كانت ديانته الوثنية وكان غير مخلص لدينه حتى ويقال أنه عند موت والده أنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم للعرب تعظمه يقال له ذو خلصة. فاستقسم بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص فأجالها فخرج الناهي، فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسرها. وضرب بها وجه الصنم. وقال: “لو كان أبوك قتل ما عقتني”.
وكان موت والد جندح أو امرؤ القيس من الصحوات التي مرت عليه وعلى اشعاره وبالرغم من أنه لم يكن أول اولاد أبيه إلا انه حمل زمام الامور وعزم على أخذ انتقام والده, فلبس رداء الحرب في اليوم التالي واتجه صوب بني أسد فخافوا منه وحاولوا استرضاءه إلا أنه لم يرض وقاتلهم حتى أثخن فيهم الجراح وفاحت رائحة الجثث. ولم تكن حياة امرئ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة جدا بمقياس تراكم الأحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع.وزار اكثربلاد العرب والكثير من القبائل حتى وصل إلى بلاد الروم وتحديداً القسطنطينية.
وبعدما اكمل حياته باللهو وشرب الخمر والحرب والنصر والانتصار تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.