الآن يا نبض أجد الكلمات مؤاتية لأرتكب خيانتي الأولى لكِ ! قررت أخيراً أن أكتبك. بعض النساء نخونهن إذ نكتبهن. فتحويل امرأة مثلك إلى لغة يعد خيانة من زاوية ما. إني و بعد كل ما حدث أحاول أن أقف على الفاصل بيني و بينكِ. و ليس غير الكتابة سبيلي. أعرف يا نبض أني إذ كتبتك أحمل اللغة فوق ما تستطيع الليل في عينيك أكبر من قدرة اللغة ، و هذا السواد كله يعاش و لا يحكى!
تناقش هذه الرواية بشكل أساسي قضية الحرب وعاطفة الصراع والحزن الحتمي ، وتكشف عن قسوة ووحشية البشر وغبار الحرب ودخانها الأسود المتصاعد خلال الحرب. السماء. كانت نابود وعشيقها جالسين في مقهى يتبادلان الآراء حول كل شيء تقريبًا من الحرب والدين والشيوعية والفلسفة والمادية والتاريخ والأخلاق، إلخ. يتعامل الكاتب مع كل هذا بطريقة مذهلة وسلسة ومملة. يقطع هذا التعبير عن الحب أحيانًا بالتعبير عن الحب، ويخفف الجو ويزيل الرتابة. في نهاية الرواية ، توفي نابض كضحية للحرب ، ولكن ببراعة الكاتب وعقليته الفريدة ، لا يزال في ذهن القارئ.
الفصل الأول
يسهب الكاتب في هذا الجزء ضمن إطار نقاشاته مع نبض في وصف الحرب و فلسفتها و أبعادها . ليخلص لقناعة تامة بأن الحرب تختارنا ولا نختارها و الجميع فيها مهزومون منذ اللحظة التي يخوضونها فيها. حتى المنتصر فيها مهزوم في إنسانيته على الأقل أو على الأكثر. إلى أن ينتقل بنا من خلال حواره مع نبض للتغزل بها بوصف غزلي متدفق المشاعر بشكل كبير.
الفصل الثاني
طبول الذاكرة تقرع يستمر في مخاطبة العقل و القلب معاً. و يتعرض لقضايا اجتماعيّة معينة، مثل محاولة تفسير الجنون وتبيان الشعرة الرفيعة بينه وبين العبقرية، وانتقاد ظاهرة مأسسة الدين وتحويله من دعوة إلى وظيفة.
الفصل الثالث
طبول القلب تقرع يحكي لنا قصة التقاءه بنبض و يصف لنا نبض و تناقضاتها التي تثير فضوله و مشاعره معاً. و يغدق بالوصف الغزلي المفرط الإحساس إلى أن يغلق باب هذا الفصل على ألم لحظة الفراق الأخيرة .
الفصل الرابع
طبول الفقد تقرع يعيش الراوي ألم الفقد بعد مقتل نبض ، حتى تصل رسالتين للقارئ: الأولى أنّه حتى تحت فوهات البنادق هناك متسع للحب، والثانية أن كل من يخوض الحرب خاسر لا محالة، المنتصر والمهزوم على السواء، فحين ننتصر في الحرب ستجدنا مهزومين بإنسانيتنا، وهذه خسارة فادحة لا يمكن للنصر ترميمها.
اقتباسات رواية نبض الجثث لا تصلح للزواج يا نبض وانا بدونك جثة هامدة لم يعد يمكنني الرجوع بي إلى الذي كنته قبلكِ، لم تعد أي أمراةِ تصلح أن تكون زوجة إما أن تكوني أنتِ زوجتي أو لن تكون أمراة غيرك.
الغموض الذي يكتنف الموت هو أشبع ما فيه، أن لا تعرف متى تموت لتستعد لتُصالح كل الذين خاصمتهم لتضم كل الذين لم تشبع منهم بعد لا تودني، نحن لن نفترق.
لا أودعك، أحاول فقط أن آخذ منك قدر ما أستطيع، سأعود إليك وسيكون لنا وطناً ننجب فيه أطفالنا، ستنجنبين لي بنتاً تأخذ ملامحك، وتأخذ قلبي، لتكون جميلة مثلك وتحبك كما أحبك.
أنا لا أشكك في أحد، كل الذين أعرفهم نبلاء في الظاهر، ولكن كما علينا أن لا نُسيء الظن حد الوسوسة علينا أن لا نحسنه حد السذاجة، وقد قالت العرب قديما: سوء الظن من حسن الفِطن