في أحد الأيام
قرر دكتور جامعي أن يتحدى طلابه، وسألهم: هل الله هو الذي خلق كل ما هو موجود؟ ف أجابه أحد الطلاب: نعم، لقد فعل. أحقا كل شيء؟
نعم كل شيء فقال الدكتور: إذاً في هذه الحالة، الله خلق أيضا الشر، أليس كذلك؟ لأن الشيطان موجود!! هُنا التزم الطالب الصمت ولم يجب وحيث كان الدكتور يبحث عن فرصة ليثبت لطلابه أن الإيمان هو مجرد أسطورة.
فجأة، رفع طالب آخر يده وقال: هل يمكن أن أسأل سؤالا؟ بالتأكيد هل البرد موجود يا دكتور؟ طبعا، ألم تشعر ولا مرة بالبرد؟
في الواقع يا سيدي، البرد غير موجود، استنادا إلى علم الفيزياء فإن البرد هو الغياب الكامل والمطلق للحرارة، إن العناصر تتم دراستها استنادا إلى قدرتها على نقل الطاقة، مما يولد الحرارة.
وبدون هذه القدرة على نقل الطاقة فإن العنصر المدروس يكون غير قابل للتفاعل، إذاً نحن أوجدنا مصطلح البرودة للتعبير عن غياب الحرارة وتابع الطالب الكلام وقال: وماذا عن الظلام؟ أجاب الدكتور: إنه موجود.
مرة أخرى أنت مخطئ يا سيدي، الظلام هو الغياب الكامل والمطلق للضوء، يمكننا دراسة الضوء والبريق ولكن لا يمكننا دراسة الظلام، إن موشور نيكولاس أثبت أن الضوء يتحلل إلى مركباته الأساسية حسب الفرق في طول الموجات،
إذاً الظلام هو مصطلح أوجدناه للتعبير عن الغياب المطلق للضوء وأخيراً، سأل الطالب: والشر يا سيدي، هل هو موجود؟ الدكتور لم يُجيب.
فقال الطالب: الله لم يخلق الشر، الشر هو غياب الله في قلوب البشر، هو غياب الحب، الإنسانية والإيمان، الحب والإيمان كالحرارة والضوء، موجودين وغيابهم يؤدي إلى الأسوأ.
فما كان على الدكتور إلا أن أنهى المُحاضرة واعترف بهزيمته أمام ذلك الإيمان العميق.