قصة النور الثاني الذي أنار منزل عثمان بن عفان رضي الله عنه “أم كلثوم”
أو بفيض من عطاء عندما تهديك شيئاً أو تقتسم معك اخر او تفضلك عنها بشيء تحبه لكنه اعجبك وربما يطول ويحلو السهر وتولد الحكايا من الحكايا وتتشابك الاحلام ويكون الوئام.
هكذا هي الحياة تكون لك شقيقه قطعه حلوه أنيقه معجونة بأصفى وانقى مشاعر ومزينه بالحب وهكذا كانت حبيبتنا تعيش اللحظات مع اختها في بيت شريف كان فيه نورٌ عظيم بل نوران.
حديثنا اليوم عن الحبيبة ام كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم ولدت ام كلثوم قبل البعثة في ست سنوات وكانت المولودة الثالثة في زمن وبيئة مفتونة بالبنين.
فرح بها النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته الحبيبة ام المؤمنين خديجة ومرت الايام وكبرت البنات ولما بلغت أم كلثوم واختها رقيه مبلغ الزواج خطبهما ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم وابنا عم عبد العزى (ابى لهب).
وتمت الخطبه وفرحتا معاً لكنهما وبعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته للاسلام كانتا اول موطن لجا اليه كفار قريش ليؤلموا رسول الله في بيته سبع صبرت حبيبتي ام كلثوم.
وتصبرت بأختها ومرت ايام وتزوجت رقية وهاجرت الى الحبشه وفارقت لاول مره توأم روحها وحبيبتها الحنونه ام كلثوم التي التفتت لتجد اختها الصغيره فاطمه تطالعها بنظراتها الحلوة فاحتضنتها واحتوتها بحنانها الدافئ.
وصارت الليالي ساكنه الامن ضحكات اختها الصغيره ومرت أصعب فتره عليها وهي مع ابيها وامها وهم مقاطعون مع بني هاشم في شعب ابي طالب فعانت من الجوع والحصار صبرت وثبتت على الايمان والاسلام ورعت امها واباها.
ولم تشك ولم تئن بل كانت وتداً البيت ولمسةً حنانيةً تعين كل من في بيت النبوة واتى يوم حزين تالمت فيه مع ابيها عليه الصلاه والسلام وهما يراقبان المجاهدة العظيمة ام المؤمنين خديجة وهي تلفظ انفاسها الاخيرة.
حاولت ان تظهر بمظهر قوي رغم رقة فؤادها لكنها لم تتمكن من حبس دموعها وهي ترى والدها الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يدخل عليها وقد نثرا أحد الكفار التراب على رأسه فركضت تزيله وتنفضه عنه وهي تبكي وهو يصبرها قائلا لا تبكي يا بنية ان الله مانع أباك.
ومرضت رقيه واتت لحظه وفاتها لتجد الحزن في قلب اختها وحبيبتها ام كلثوم فصبرت كما صبرت على فراق أمها خديجه وظلت صابرة متماسكة في بيت ابيها تحتوي اختها فاطمه في حنان وتعين اباها وهي شاكرة لله
ولا نعجب ان كانت هي النور ثاني الذي اضاء في بيت سيدنا عثمان بن عفان بعد وفاة زوجته رقية بعام عندما كان يسير مهموم لانقطاع الصّهر بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فتزوج من ام كلثوم فتقر عينه بها وتقرعينها به.
وبقيت الحبيبه مع زوجها ست سنوات ولم تنجب وصبرت على هذا ولم تئن ولم تتوجع وظلت على صبرها وثباتها ويأبى الصبر ان يرحل الا بعد ان يوقع مؤكدا انه كان رفيق دربها وانها كانت راية له.
فداهمها المرض وصارت تتالم وهي طريحة الفراش والنبي يراقبها وهو يتالم ورحلت بهدوء فحزن عليها حزناً شديداً وكفنها بإزاره وجلس على قبرها يبكي يبكي فراق القلب الحنون.
بكاها زوجها وبكت فاطمه ماتت حبيبتنا ام كلثوم اكاد اراك حزينا يا ابنتي ربما لانك فقدت أماً أو أختاً أو طلقت ربما او عانيت اياماً من ضيق او ربما قليلاً من الفقر او لم تنجيبي او ربما انت مريضة.
ولكن أن يجتمع كل هذا في قلب واحد يتالم ويظل يبعث نوراً ويفيض حناناً ونظل نذكره ونشعر بهذا الحنان الدافئ بينما تحتضننا حروف قصتها وكانها اطلت علينا بملامحها الطيبه وابتسامتها الحنونه من هناك احبيها.
أحبي بنت النبي ام كلثوم وايا كان ابتلائك فاصبري مثلها ولا تحرمي من حولك من هذا الحنان الدافئ الذي يظل باقي له حتى وان غبت انت اصبري وكوني مثلها.