أشعرهم أنك تحب الخير لهم كلما كان قلبك مملوءاً بالمحبة والنصح للآخرين كلما صرت صادقاً في مهاراتك في التعامل معهم وكلما أحس الناس بحبك لهم ازدادوا هم أيضاً لك محبة وقبولاً كانت إحدى الطبيبات تمتلئ عيادتها الخاصة دائماً بالمراجعات وكانت المريضات يرغبن في المجيء إليها دائماً وكل واحدة تشعر أنها صديقة خاصة لهذه الطبيبة.
فكانت هذه الطبيبة تمارس مهارات متعددة تسحربها قلوب الآخرين من ذلك أنها اتفقت مع السكرتيرة أنها إذا اتصلت إحدى المريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألها عـن شيء يخص المرض فإن السكرتيرة تسألها عن اسمها وترحب بها ثم تطلب منها التكرم بالاتصال بعد خمس دقائق ثم تأخذ السكرتيرة الملف الخاص بهذه المريضة وتناوله للطبيبة.
فتقرأ الطبيبة معلومات المـرض وتنظـر إلى بطاقتها الخاصة ومعلوماتها الكاملة بما فيها وظيفتها وأسماء أولادها فإذا اتصلت المريضة رحبت بها الطبيبة وسألتها عن مرضها وعن فلان ولدها الصغير وأخبار وظيفتها فتشعر المريضة أن هذه الطبيبة تحبها جداً لدرجة أنها تحفظ أسماء أولادها وتتذكر مرضها ولم تنس مكان عملها.
فترغب في المجيء إليها دائماً أرأيت أن امتلاك القلوب وأسرها سهل جداً ولا بأس أن تعبر عن محبتك للآخرين بكل صراحة سواء كانوا أبا أو أماً أو زوجة أو أبناء أو زملاء وجيران لا تكتم مشاعرك نحوهم قل لمن تحبه: أنا أحبك أنت غال إلى قلبي حتى لو كان عاصياً قل له: إنك أحب إلي من أناس كثر ولم تكذب فهو أحب إليك من ملايين اليهود أليس كذلك فكن ذكياً.
وإن صلى ليلة وجد ابا بكر قبله وفي يوم أمر النبي (صلى الله عليه و سلم) الناس بالصدقة لسد حاجة نازلة نزلت بالمسلمين وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من المال فقال: اليوم أسبق أبا بكر ذهب عمر فجاء بنصف ماله فدفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) إن سبقته يوما فما أول كلمة قالها (صلى الله عليه و سلم) لعمر لما رأى المال؟
هل سأله عن مقدار المال؟ أم سأله عن نوعه ذهب أم فضة؟ لا بل لما رأى (صلى الله عليه و سلم) كثرة المال تكلم بكلمات يستنتج منها عمر أنه محبوب عند رسول الله ع قال لعمر: (ما أبقيت لأهلك يا عمر ) قال عمر: يا رسول الل أبقيت لهم مثله ويجلس عمر عند رسول (صلی الله علیه و سلم) منتشياً ينتظر أبا بكر فيأتي أبو بكر رضي الله عنه بمال كثير فيدفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه و سلم).
وعمر واقف مكانه يرى العطاء ويسمع الحوار فإذا بالنبي (صلى الله عليه و سلم) قبل أن يلتفت إلى ما يحتاجه من مال يسأل أبا بكر:(يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟) نعم فهو يحب أبا بكر ويحب أهله ولا يرضى بالضرر عليه قال أبو بكر: يا رسول الله أبقيت لهم الله ورسوله أما المال فقد أتيت به جميعاً لم يأت بنصفه ولا بربعه وإنما أتى به كله.
فما كان من عمر (رضي الله عنه) إلا أن قال:” لا جرم لا سابقت أبا بكر أبداً” كان الناس يشعرون أنه (صلى الله عليه و سلم) يحبهم فكانوا يهيمون به حباً صلى بهم (صلى الله عليه و سـلم) إحدى الصلوات فكأنه عجل بصلاته قليلا حتى بدت أقصر من مثيلاتها فلما انقضت الصلاة رأى (صلى الله عليه و سلم) تعجب أصحابه فقال لهم: لعلكم عجبتم من تخفيفي للصلاة ؟ قالوا: نعم فقال (صلی علیه و سلم): إني سمعت بكاء صبي فرحمت أمه !!