رواية “بعد سبع سنوات” للكاتب الفرنسي غيوم ميسو هي رواية بوليسية رومانسية تحكي قصة حب في شكل مغامرة وتوتر يخطف الأنفاس.
الشخصيات سيباستيان: أمريكي في الأربعينيات من عمره ينتمي إلى عائلة ثرية ويعيش في حي راقٍ في مدينة نيويورك يعمل كخبير ومنتج للآلات الموسيقية وهو مشهور في مهنته ويكسب الكثير من المال.
أنهى آصف زواجه منها في انفصال قاس بعد أن أنجب منها توأمان نيكي: زوجة سيباستيان مهاجر أمريكي من بولونيا عملت كعارضة أزياء في شبابها ثم كرسامة على عكس زوجها التقليدي المحافظ والمتعلم جيدًا والمعرفة.
كامي: ابنة الزوجين فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا تتمتع بجمال رائع اهتم والدها بتربيتها وتعليمها والتسجيل في بعض المدارس المرموقة في مدينة نيويورك.
جريمي: ابنهم عاش مع والدته وعانى من إهمال والده فقط لأنه يشبه والدته في المظهر والمزاج كما عانى نفسياً من عواقب انفصال والديه وحاول لم شملهما في مغامرة ملفقة.
سانتوس: الشرطية نيكي تتحدث معها وتحبها وتطلب منه المساعدة في حل لغز اختفاء ابنها وتنقذها هي وعائلتها في اللحظة الأخيرة.
كونستانس: تكتشف محققة فرنسية إصابتها بورم في المخ وهي في المرحلة الأخيرة من حياتها ويأمرها رئيسها بمطاردة البطلين بعد تورطهما في جريمة قتل وبعد مطاردتهما تأخذ الأمور منعطفًا.
حولها وتساعدهم في البحث عن ابن وأخت شاركا معه في خطته كونستانس سعيدة بوفاتها وتشعر بالهدوء.
تحكي الرواية قصة الحب بين البطل “سيباستيان” والبطلة “نيكي” وكيف كانت الطبيعة المختلفة والتربية سبب انجذابهما الأولي وكيف حاول البطل جذب البطلة التي رفضت الاقتراب خوفًا منها خلافاتهم في البداية ولكن مع الزواج ومتاعب الحياة اليومية ومع ظهور أشياء أخرى كثيرة تطلب الأمر التفهم والرضا فتربية الأبناء أصبحت علاقة الحب بينهم متوترة وتكاثر الخلاف.
خافت نيكي من تفوق زوجها الهائل عليها في الثقافة والمعرفة في كثير من النواحي وكانت تخشى على الدوام تركها فسرعت مشاكلها وبدأت في خيانته واستقطاب الرجال حتى فشلوا ولم يعد حبهم من جانبه.
في انتظار انتهائها وهو بدوره عامل سلوكها بقسوة وطلب الطلاق وهو الأمر الذي لم يكن سعيدًا به لكنه حاول أخذ طفليها وأعطى المحامين الكثير من المال مقابل ذلك وكل ما تبقى لهم هو التوصل إلى اتفاق على أن كل واحد منهم سيحتفظ بالطفل وكما أحدث الانفصال الحاد وعدم التفاهم سلبًا على الأطفال وحتى على البطلين.
كان “جريمي” ذو الخامسة عشر طفل غير سعيد بسبب انفصال والديه وكان لذلك أثر نفسي عليه لذلك تم القبض عليه بتهمة السرقة وأمرته المحكمة بمقابلة طبيب نفسي واعترف للطبيب الذي ذهب إليه أن الوالدين المنفصلين سببا فيه عيباً خصوصاً أن والده بعيد عنه عاطفياً ولا يعامله بحرارة وحنان.
كما نأت كامي بنفسها عن والدتها بعد تدخل مباشر من والدها مما أدى إلى تدهور العلاقة بين الأم وابنتها وخلق هوة كبيرة.
تتتبع الرواية تأثير الطلاق على الأطفال في المجتمع الأمريكي وكيف أنه أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة الأطفال ومن ثم على المراهقين وسبب المشكلات المتغيرة للحياة.
فقام جريمي بمشاركة أخته وصديقه بمحاولة توحيد والديه وخرج بقصة اختفاء مرسومة بدقة لكن الفتاة البرازيلية التي أغرت جريمي تدخلت في الأحداث ليكتشف أن القارئ هي ابنة رئيس عصابة كبيرة الرائدة في البرازيل الذي يتاجر بالكوكايين على نطاق واسع بين البلدان.
كانت جهود جريمي ناجحة وعادت أمه إلى والده حيث قربتهم التجربة من بعضهم البعض حيث اعتقدوا أنهم فقدوا ابنهم في عملية الاختطاف واكتشفوا أن إبنتهم قد اختفت أيضًا ومع تطور الأحداث استعادوا إحساسهم السابق بالحب وتمكنوا من التواصل على أرض الواقع في تجربة صعبة وتعلموا أن الاتفاق هو الحل الأسهل والأقرب.
تحكي الرواية قصة تهريب الكوكايين على نطاق واسع من قبل عصابة كبيرة في البرازيل مع سوق تهريب في البلدان المجاورة وأمريكا ودول أخرى التيار الرئيسي للرأسمالية وكيف يسمح المجتمع الطبقي بالتأكيد بتوسيع التجارة غير المشروعة.
الرواية أيضًا لها قدرة رائعة على الوصف فهي تسافر بين نيويورك وباريس وريودي جانيرو وعاصمة البرازيل والأمازون ويصف الراوي الأماكن بالضبط ما يجعل القارئ يشعر وكأنه يسير إلى هذه الأماكن أو مشاهدتها أثناء السرد حيث يتحدث الراوي عن بعض الشخصيات بعمق.
كما تتابع الرواية كيف أن مدن العالم الغربية الشهيرة رغم ثروتها ورفاهيتها لا تخلو من المشردين واللاجئين الذين ينامون في الشوارع مثل نيويورك وباريس.
وكيف أن الفخامة الشديدة في المباني والشوارع لا تمنع من وجود متشردين ينشرون خيامهم ويعيشون متجاوزين الشرطة ويراقبون تهريب البضائع يروّج لهم لاجئون من الدول العربية ودول العلم الثالث في فرنسا ويقودهم عصابات كبيرة.
كما تراقب البرازيل وانتشار المخدرات والاتجار بالبشر مما يرفع معدل الجريمة عدة مرات أعلى مما هو عليه في فرنسا الرواية ممتعة وتشرك القارئ من البداية إلى النهاية لأنها تمنحه علاقات شخصية رفيعة المستوى وتراقب المؤشرات المهمة ، حتى لو لم تكن مقصودة صراحة.ملخص رواية بعد سبع سنوات