أين المفر وهي من أشهر روايات الدكتورة خولة حمدي ومن أشهر الروايات الأدبية الإسلامية والتي حظيت هذه الرواية بشعبية كبيرة بين الشباب والثقافة.
فحققت الرواية أيضًا مبيعات هائلة وأصبحت الكتاب الأكثر مبيعًا للمؤلفة كان سبب اكتساب هذه الرواية شعبية هو كيفية سرد الكاتية الفريد والمميز وثراء المفردات وسهولة استخدام الكلمات.
فتجمع الدكتورة خولة حمدي بين بساطة هذه الجملة وجودتها وفي بداية الرواية تحكي الكاتبة عن الثورة التونسية ثم تبدأ الأحداث فتمزج بين الحب والوطنية والثورة وهذا الخليط يثير نفس القارئ ويتفاعل حرفيا مع الرواية.
حيث تبدأ الرواية في مطار تونس قرطاج بوصول الرحلة 701 في مارس 2011 من جنيف والمسافرين على متنها ومنهم السفير نجيب كامل وابنته ليلي، الذي سافرا منذ سنوات بعد انفصال الأب والأم.
عاد نجيب مع ابنته بعد الثورة التونسية التي اندلعت في ديسمبر 2010 ويتطلع إلى مستقبل أفضل لتونس، لكن الأحداث لا تسير كما هو مخطط لها.
فالظروف تجبر ليلى على قضاء ليلتها الأولى في فدق بلد لا تعرف عنه شيئًا ثم تضطر إلى اللجوء إلى لخالها رجل الأعمال الثري “نبيل القاسمي”.
وكانت ليلى في المدينة التي ولدت بها كغريبة في وسط غربة اليمة، واضطرت للعيش في منزل خالها مع أسرته المكونة من أبنائه الثلاثة: ياسين وزوجته وأمين وفارس ورغم انزعاجها من العيش بين أشخاص لا تعرفهم ويضاف له أيضاً الأحاديث التي استمدتها من قصص أبيها عنهم.
رحبت عائلة نبيل بها ترحيب بشكل حار ماعدا فارس فتتعمق الكاتبة في كل شخصية وعلاقتها بالشخصية الأخرى، وتكشف الحقائق والشخصيات وتشرح حقيقة كل شخصية فلا يدوم الانطباع الأول لأي شخصية.
نذهب مع ليلى التي تحاول التكيف مع الوضع الجديد خالها وأولاده وجدتهم التي كانت تحاول إخراج التونسية العربية التي بداخل ليلى فتأخذها إلى حلقات العبادة والتصوف وتحاول تعليمها اللغة العربية وتساعدها في مشاركتها في أعمال خيرية.
وسط محاولات ليلى للتكيف والعمل في وطنها تواجه شكوكًا تقلب حياتها رأسًا على عقب فتواصل بحثها بما لا يدع مجالاً للشك أثناء البحث عن سر حياة أختها.
اما عنوان الرواية اين المفر؟ هذه الجملة هي وصف دقيق لحالة جميع الشخصيات فيسقط كل منهم في دوامة لا يستطيعون الخروج منها ويواصلون التساؤل “أين المفر؟” من ملامح رواية أين يوجد الهروب هو تطور الشخصيات وخاصة ليلى التي لم تكن سوى فتاة مدللة من سويسرا لا تعرف شيئاً عن وطنها.
ولا تهتم بثورة وطنها أو حريتها أضافت الكاتبة خولة حمدي إحساسًا كوميديًا خفيفًا إلى رواية أين المفر للتخفيف من حدة الأحداث على القارئ من خلال شخصية أمين لكنها في الوقت نفسه جعلته شخصية قوية ومؤثر وليس مجرد شخصية مضافة للمتعة.
أين المفر هي رواية مرتبة جيدًا كما يتضح من تطور أسلوب الكاتبة منذ روايتها الأولى فتجعل خولة القارئ دائمًا يشعر بمصداقية الحوار وجمال الكلمات في رواياتها.
كما أنها أعطت كل شخصية وزنًا وأبعادًا جيدة حتى يجد القارئ نفسه في الشخصية أثناء رحلته مع الرواية ولا يزال لديه فهم أفضل لكل شخصية خاصة مع كل فصل حيث تتضح نوايا الشخصية.
وعلى الرغم من أحداث الرواية التي تجري في تونس يمكن لأي قارئ في أي بلد عربي أن يشعر أنها تحدث في بلاده لأن أحداث ما بعد الثورة هي نفسها في جميع الدول العربية.