شخصيتنا اليوم ليست أسطورية ولا مختلقة بل هي حقيقة وواقع إنها شخصية عبد الله ابن الزبير ابن العوام الفارس المسلم الصحابي الجليل الذي انغمس هو وبعض من رفاقه في جيش من المشركين تعداده 120 ألفا وفي مصادر أخرى 200 ألف حتى وصل إلى قائد المشركين وملكهم جرجير وقتله وعاد سالما دون خدش اصابه.
كان عبد الله بن الزبير وهو لم يجاوز السابعة والعشرين بطلا من أبطال الفتوحات الإسلامية، ففي فتح إفريقية او تونس الحالية وقف المسلمون في 20 الف جندي أمام عدو قوام جيشه 120 ألفاً.
وألقى عبد الله بن الزبير نظرة على قوات العدو فعرف أن مصدر قوته التي تكمن في ملك البربر وقائد الجيش، الذي يصيح بجنده ويحرضهم على الموت بطريقة عجيبة، فأدرك عبد الله أنه لابد من قتل هذا القائد العنيد المسمى جريجوري البطريرك او كما يسميه العرب جرجير وهو منتمي لسلالة الهراقلة التي حكمت الإمبراطورية البيزنطية في تلك الفترة.
قال عبد الله بن الزبير: فنظرت إلى الملك جرجير من وراء الصفوف، وهو راكب على برذون، وجاريتان تظلانه بريش الطواويس، فذهبت إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فسألته:
أن يبعث معي من يحمي ظهري، وأقصد الملك، فجهز معي جماعة من الشجعان وشق الصفوف المتلاحمة كالسهم الخارق نحو القائد حتى إذا بلغه وحرسه يظن أنه في رسالة إلى الملك فلما اقترب منه كما يقول الزبير أحس مني الشر، ففر على برذونه، فلحقته فطعنته برمحي، وذففت عليه بسيفي، وأخذت رأسه فنصبته على رأس الرمح وكبرت.
ثم استدار بمن معه إلى الجنود الذين كانوا يحيطون بملكهم مثل الحرس الجمهوري أو الملكي اليوم وهم مدربين أعلى تدريب ومسلحين بأعلى تسليح ولهم طعام خاص ومكان نوم خاصة ومرتبات أعلى ومميزات كثيرة تجعل منهم آلات حرب مدربة تحمي الملك ومع ذلك فقد صرعهم البطل الشجاع عبد الله ابن الزبير هو ورفاقه القليل معه وكل هذا في وسط جيش العدو وليس في الطرف او في مكان منعزل بل في وسط 120 ألف جندي بأعلى تدريب وتسليح.
وبعد أن صرع الملك وحراسة الملك صاح عبد الله هو ورفاقه: الله أكبر الله أكبر بينما يحمل في يده راس الملك جرجير معلقة على رمح ليراها جيش المسلمين.
وعندما رأى المسلمون رايتهم وبجوارها رأس ملك المشركين ترتفع حيث كان قائد البربر يقف أدركوا أنه النصر فشدوا شدة رجل واحد وانتهى الأمر بنصر المسلمين وكانت مكافأة الزبير من قائد جيش المسلمين (عبد الله بن أبي السرح) بأن جعل بشرى النصر إلى خليفة المسلمين (عثمان بن عفان) رضي الله عنه في المدينة بنفسه.