أن تبقى الرواية العربية للكاتبة التونسية د.خولة حمدي
ملخص الرواية كاملة لا تفوتكم
مؤلفة الكتاب “ان تبقى لخولة حمدي” وتعرف بانها كاتبة تونسية من مواليد تونس عام 1984 حاصلة على بكالوريوس هندسة صناعية وماجستير في التنجيم ودكتوراه في بحوث العمليات خولة حمدي أستاذة جامعية في علوم الحاسب الآلي بجامعة الملك سعود في الرياض.
كتبت العديد من الروايات المشهورة مثل رواية في قلبي انثى عبرية ورواية غربة الياسمين وهذه المقالة سوف تحدد واحدة من أكثر أعمالها الأدبية نجاحا وحقيقية وهي رواية “أن تبقى” تنقل مشاعر من المهاجرين العرب إلى أوروبا الذين تعرضوا للاضطهاد مصحوبًا بالحزن والأسى.
واكتسبت الرواية شهرة واسعة صدرت عام 2016 ظروف تأليف الرواية مستوحاة من الواقع الذي يعيشه عدد كبير من العرب في بلدانهم وفي مسيرة الهجرة الغير شرعية إلى الدول الأوروبية وكثيرًا ما اعتقد القراء أنها امتداد وجزء أخر عن رواية “غربة الياسمين”
فأن خولة حمدي سلطت الضوء على الشخصية السلبية الباهتة في رواية ياسمين غريبه وكان نفس الاسلوب الأدبي الذي لفت الأنظار وأسر عقول القراء بالإضافة إلى أن الرواية تنتمي إلى اشتراكية واقعية ذات نهاية مفتوحة تفتح الأفق لخيال القارئ.
الرواية ان تبقى جاءت بعد الرواية عن غربة الياسمين وكان القصد منها أن تكون استمرارًا للأحداث التي توقفت عندها الكاتبة إلا أنها أكملت ما افتقدته من أحداث وتفاصيل، حيث كانت هناك شخصيات تعبر عن نفسها وتروي قصتها كاملة وظهرت كإضافات في الرواية السابقة.
وتدور أحداث الرواية في فترتين مختلفتين وتبدأ مع خليل الشاوي محامٍ فرنسي يترشح للبرلمان الفرنسي هو عربي من تونس لكنه اعتاد على التنديد بهويته العربية واعتبارها بقعة سوداء في حياته مقنعًا نفسه بأنه لا فرق بينه وبين أي فرنسي من أصل أوروبي وله نفس الحقوق.
خلال الأيام المزدحمة للتحضير للانتخابات ترسل له والدته مجموعة من الرسائل السابقة من والده يحكي له قصة هجرته غير الشرعية من تونس إلى فرنسا على أمل أن يعيش حياة أفضل هناك.
وقصة هجرته المؤلمة من إبحار قارب في البحر بأحلام وتطلعات إلى كارثة تلك الأحلام عند الوصول إلى فرنسا يعاني من التشرد وفقدان الهوية.
كان كل شيء باردًا وخاليًا من الإثارة حتى قررت التمرد على طريقي المحبط وخلق شيء خارق للطبيعة يحررني من جحيم الفراغ.
إذا كتبت جملة واحدة لوصف كل ساعة من الألم مرت فسوف تتراكم الصحف إلى ما لا نهاية، وسوف تشعر بالملل من سمفونية الألم التي تستمر في قصتي ولا لوم عليك.
وبأسلوب سردي مرن تواصل الكاتبة معالجة المشاكل التي تؤثر على الجالية العربية في فرنسا ومنها الهجرة الغير شرعية للناس من العالم العربي الى اوروبا هربا من الحروب والفقر والبطالة وبحثا عن الحياة.
لكن كان للإرهاب والجماعات المتطرفة التي تبنت وراء الإسلام كغطاء للاختباء به مكان كبير في الرواية كما صورت الرواية حياة المشردين والمهاجرين الغير شرعيين ومعاناتهم اليومية في التراب الأوروبي.
فيعتقدون أن حياة الرفاهية تنتظرهم في أوروبا فيجدوا واقع مر فمنذ أن وضعت قدمي اليمنى في قارب خشبي راقص على الشاطئ في ليلة خريفية بلا قمر أصبحت حياتي سلسلة مرتجلة من الحالات الاستثنائية خضت مغامرة تلو الأخرى وخاطرت بحياتي أكثر من مرة اقتربت من الموت بالغرق وجعلت نفسي خروجًا جماعيًا للعدالة وكدت أن أقع في عالم الجريمة.
وما زلت أرغب في العودة إلى حياتي الرتيبة دون إثارة فكنت أخشى أن أموت وحدي وأنا متشرد في زاوية منسية وفكان تغير حياتي العادية من أجل لا شيء شيء مقهر جداً.
هل تدري كيف يكون إحساس ورقة الشجر في مهب الريح ؟ لا هي تمسكت بغصنها الفتي و ظلت شامخة في عليائها و لا هي تهاوت إلى أديم الأرض حيث تجف و تتحلل لتواصل حياة أخرى في بطن التراب.
تظل متأرجحة تتخبط في عجز لا تملك من أمرها شيئا و جل ما ترجوه هو أن تلفظها الريح قريبا علها تحظى ببعض السكينة و لو في العدم.
و للمرة الثالثة على التوالي تظهر في روايات خولة حمدي نموذج الفتاة المسلمة المحجبة التي تحافظ على حجابها و عفتها رغم ما يحيط بها من شهوات و استنكار لحجابها و مظهرها.
أما عن الخيط الذي يربط بين غربة الياسمين و أن تبقى فهو ظهور المحامية رنيم و الدكتور عمر، ظهورهم كان مناسبًا للأحداث و مستكملاً لقصتهم في الرواية السابقة.
وفي نهاية الرواية بعد استكمال خليل لقراءة رسائل أبيه يدرك قيمة هويته العربية التي كان مستنكرا لها و قيمة اتحاد العرب في غربتهم بشكل عام و في أوربا بشكل خاص.