تحكي رواية “هل ستكون هنا” للكاتب الفرنسي غيوم ميسو قصة حلم رجل بالعودة بالزمن أو تصحيح قراراته الخاطئة أو رؤية أحد أفراد أسرته الذي فقده ولم يعد يستطيع رؤيته وهو بإنقاذ الفتاة الوحيدة التي أحبها.
أو لأسباب أخرى يستمر الجميع في العودة إليها لفكرة إصلاح ما تعطل على مر السنين ، أو مراجعة اختياراتك وقراراتك وإصلاح نتائجها.
الشخصيات
إليوت: وهو البطل الطبيب والجراح الماهر الذي عمره ستين عاماً وسيموت قريباً من سرطان الرئة فيعطيه إحدى مرضاه عشرة حبوب تساعده في السفر عبر الزمن لانه كان يريد أن يلقى حبيبته مرة واحدة على الأقل التي فقدها قبل ثلاثين عاماً.
ثم تبدأ احداث عديدة وشيقة ما ميزا الرواية بشخصية إليوت البالغة من العمر ثلاثين عامًا ونشعر بالفرق بينهما إليوت في الثلاثينيات من عمره متهور بعض الشيء والحياة لا تزال غير ناضجة بالنسبة له.
أما إليوت الستيني شخص ناضج وهادئ يتخذ القرارات بناءً على خبرته وفهمه الصحيح للحياة وتميزه كجراح ناجح جداً.
إلينا: حبيبة إليوت، التقى بها في سن العشرين وعانت من الوحدة، وأصبحت عشيقته لمدة عشر سنوات لكنه لم يتزوجها ولم يعيش معها مفضلًا أن تكون علاقتهما غير رسمية وأن يعيش الجميع في مكانه.
فيجتمعون بين الحين والآخر للحفاظ على حياة مليئة بالعاطفة، لكننا نكتشف أن إليوت كان يفضل العيش دون زواج أو انجاب الأطفال لأنه كان مثقلًا بالعقد في الماضي حيث كان لديه أب مخمور وعدواني وأمه المضطربة عقلياً التي أنهت حياتها بالانتحار.
مات: صديق إليوت الفرنسي، الذي أنقذ إليوت حياته في سن العشرين وحافظا على صدقاتهم حتى يبلغون سن الستين، ولكن عندما يتلاعب إليوت بأحداث حياته، يفقد مات وتنتهي صداقتهما.
أنجي: ابنة إليوت فجأة أمامها نتيجة ليلة حب مع إحدى السيدات تأتي كهبة لحياته التي لا يستطيع العيش بدونها هناك شخصيات ثانوية في الرواية.
تمتد الرواية إلى حوالي 367 صفحة من الأعمال المتوسطة وتعتمد التشويق كأحد معالمها ولكنها لا تستخدم آلية السفر عبر الزمن كنوع من الخيال أو الخيال العلمي مثل الروايات الأخرى، بل تستخدمه كوسيلة لفهم الشخصيات و اختياراتهم الحياتية.
وكيف سيتصرفون عندما يكون لديهم هذه الآلية لذلك لم تأخذ فكرة السفر عبر الزمن على محمل الجد، لأن كل تغيير يحدث يؤثر على العديد من الأحداث الأخرى أو بالأحرى تعامل معها كعصا سحرية لتحقيقها.
أحلام ورغبات الأبطال إمكانية تغيير اللحظات الحاسمة تحكي الرواية عن الفكرة المهمة المتمثلة في القدرة على تغيير اللحظات الحاسمة في حياتنا التي اتخذنا فيها قرارات خاطئة وإن كانت بسيطة وعفوية فقد تؤدي إلى نتائج خطيرة.
مثل قرار إليوت بقضاء عيد الميلاد مع مريضة وحيدة الذي يشفق عليها ويلغي اللقاء مع “إيلينا” وهذا يتسبب في وفاتها لأنها تعود للعمل في مزاج سيئ وتتعامل ظلما مع أنثى الحوت المفترسة مما يؤدي إلى وفاتها.
وعندما تتاح للشخص فرصة لتغيير حياته بصيغة الماضي فإنه يسعى بشدة لتغيير تلك الأحداث التي أفسدت حياته ويحاول إنقاذ أحبائه الذين فقدهم رغماً عنه ويحاول تصحيح أخطائه الصغيرة التي أدت إلى ذلك فيؤدي ذلك إلى طرق آخرى.