تحاول رواية “كل الأشياء” للكاتبة الكويتية بثينة العيسى تفكيك العلاقة بين أفراد المجتمع و أصحاب السلطة، سواء كانت تلك القوة متجسدة في الأدب أو الدولة أو النظام العالمي.
فتظهر الرواية ما يحدث مع كاتب الذي يخالف السلطة فيتحول إلى عبرة فلا يمكنك مهما فعلت الخروج من النظام وكل ما تفعله يضفي الشرعية على خصمك وخصمك أكبر منك وهذه اللعبة أكبر منك وأنت مثل أبناء السياسة بالنسبة لهم.
إذا كان قد كتب أي شيء في ذلك اليوم لكان قد كتب عن آلة كاتبة صماء تسحق القلب آلة بداخلها أحد تروسها إذا كتب، فسيعترف بذلك لا يوجد أبطال، كلنا تروس.
يحكي هذا الكتاب قصة جاسم عبد المحسن براك العظيمي الشاب الكويتي الذي اتهم بزعزعة الحكومة بسبب كتاباته المثيرة للجدل.
فغادر جاسم الكويت وهاجر إلى بريطانيا بعد الإفراج عنه من السجن ليستقر تاركًا وراءه كل ما يربطه بوطنه وشعبه وسياسته وكتاباته وحبه وعائلته.
وبعد أربع سنوات يعود جاسم إلى وطنه لحضور جنازة والده وهنا تبدأ الرواية فيعود لمواجهة الذكريات المحبطة والأليمة في عالم بلا رؤية ومستقبل مسروق.
والسعي وراء المعنى الحقيقي لكلمة الوطن وانحطاط الشعارات وجدوى النضال ووجوده فتقع على عاتقك مسؤولية الكتابة كطريقة للفهم وطريقة لفعل كل الأشياء على طريق الشفاء الذاتي.
وكانت الشخصية الأهم في الرواية هي “دانا” التي ماتت وهي تنتظر من جاسم القليل من الشجاعة لقول لها كلمة “أحبك” تلك الشجاعة التي لم تكن لدى جاسم بما يكفي للبقاء معها.
فتنجرف أحداث الرواية من وسط قصة إلى “دانا داوود”، فيكتشف جاسم وصديقه نايف حقيقة قتلها وأن هناك قضية فساد مدبرة لها فتختلف الرواية بين الخيال السياسي والعاطفي وأدب السجون.