كانت حادثة الإسراء المعراج حدثًا هامًا في الدعوة الإسلامية قبل الهجرة النبوية الشريفة حدث في السنة الحادية عشر من البعثة.
وبعد أن توفى عم الرسول صلّ الله عليه وسلم أبو طالب ضاقت به الأرض وبعد وفاته توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها فسمي العام بعام الحزن وذهب الرسول صلّ الله عليه وسلم وحيدًا إلى الطائف يدعو إلى الإسلام ولكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم يرمونه بالحجارة فأرسل الله إلية سيدنا جبريل عليه السلام مع ملك الجبال يقول لو شئت نطبق عليهم الجبال فقال صلّ الله عليه وسلم عسى أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله.
رحلة الإسراء: فبينما كان الرسول صلّ الله عليه وسلم نائمًا في الحجر حتى أتاه جبريل عليه السلام هزة بقدمه فلم يرى رسولنا شيئًا ثم عاد إلى مضجعة وفي المرة الثالثة قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم مع سيدنا جبريل علية السلام وخرج معه من باب المسجد فرأى دابة بيضاء بين البغل والحمار فركبها وتوجه لبيت المقدس فوجد سيدنا إبراهيم عليه السلام وموسى وعيسى وعدد من الأنبياء عليهم السلام فقام الرسول صلّ الله عليه وسلم فأمهم في صلاته.
ثم أتى سيدنا جبريل له بوعائيين أحدهم به لبن والأخر خمر فأختار اللبن وشرب منه فقال له جبريل عليه السلام هديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد ثم عاد إلى مكة المكرمة، وفي صباح اليوم التالي اجتمع النبي صلّ الله عليه وسلم بسادات قريش فأخبرهم صدقه البعض وكذبه أخرون.
الإسراء كانت الرحلة الأرضية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى يقول سبحانه وتعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة الإسراء الأية 1-2 ، أما المعراج فكانت الرحلة السماوية والارتقاء لعالم السماء إلى سدرة المنتهى يقول تعالى في سورة النجم {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } الأية 13-18.
رحلة المعراج: الصعود من سطح الأرض إلى السماء لما فرغ الرسول صلّ الله عليه وسلم من بيت المقدس أتى بالمعراج ولم أر شيئاً قط أحسن منه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء يقال له باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة يقال له إسماعيل، تحت يديه 12 ألف ملك فقال لجبريل من معك قال محمد فتح فإذا به أدام عليه السلام فقال هذا آبوك فسلم عليه فقال مرحبًا بالنبي الصالح بن الصالح.
وفي السماء الثانية كان هناك عيسى عليه السلام ويحيى عليه السلام قال جبريل: هذا يحي بن زكريا وعيسى بن مريم فسلم عليهما فسلمت وردا السلام ثم قالًا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد للسماء الثالثة فكان يوسف عليه السلام فسلم عليه، فسلمت فرد السلام ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح وفي السماء الرابعة كان إدريس عليه السلام.
ثم صعد للسماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل أبيض الرأس واللحية عظيم اللحية لم أر كهلاً أجمل منه فقلت من هذا يا جبريل فقال هذا المحبب في قومه هارون بن عمران فسلم عليه فسلمت وقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد للسماء السادسة قال هذا أخوك موسى بن عمران فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل ما يبكيك فقال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل من أمتي ثم صعد للسماء السابعة فإذا برجل كهل جالس على كرسي على باب البيت المعمور فقلت لجبريل من هذا قال إنه البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك.
وهذا أبوك إبراهيم عليه السلام فسلم عليه ثم قال هذه سدرة المنتهى إذا بها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران، قلت ما هذا يا جبريل فقال: أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم صعد إلى الله جل جلاله فرضت عليه خمسون صلاة كل يوم فسأله موسى بن عمران فقال أمرت بخمسين صلاة فقال قال: إن الصلاة ثقيلة وإن أمتك ضعيفة فأرجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك فعاد وتكرر الرجوع حتى أصبحت الصلوات المفروضة خمس صلوات فقط.