وسنتعرف اليوم على اخطر الجواسيس المصرية الذي تسببت بالعديد من المصائب “هبة سليم”
وسنتعرف اليوم على الشابة المصرية صاحبت الوجه الجميل هبة عبد الرحمن سليم وهي من مواليد 1947 وتنتمي هبة سليم لاسرة ثرية من اعيان مركز ساحل سليم في محافظة اسيوط في صعيد مصر وبسبب عمل والدها انتقلوا إلى القاهرة عاشت هبة بحي المهندسين الراقي اقتدت هبة معظم وقتها في نادي “الجزيرة” الشهير، وسط مجموعة من صديقاتها اللائي لم يكن يشغلهن حينذاك سوى آخر صيحات الموضة ووسط الحفلات الصاخبة وهي في الثانوية.
وعند انتهاءها من المرحلة الثانوية دخلت هبة كلية الاداب جامعة القاهرة قسم لغة فرنسية وذلك في عام 1965, وكانت هبة في سن 18.
التقت هبة برئيس قسم الادب الفرنسي المنتدب من جامعة السوربونفي فرنسا, وحازت هبة على إعجابه بجمال وجهها البريء وحبها واتقانها للغة الفرنسية وبالرغم من انها خرجت الثانية على دفعتها الا انه اخراجها من خلال علاقته الخاصة إلى فرنسا بمنحة دراسية لجامعة السوربون وهذه المنحة الدراسية تكون فقط لطالب الحاصل على النتيجة الاولية وذلك في عام 1969.
وكان يعمل والد هبة عبد الرحمن وكيل في وزارة التعليم المصري وبسبب العادات والتقاليد كانت فكرة سفرهبة لوحدها شبه مستحيل ولكن بعد الضغوطات من هبة ونائب الدائرة الوزارة التعليم (عمر جلال حسين) قبل عبد الرحمن بسفرها إلى فرنسا وذلك بان عائلته المقيمة بباريس ستصتاضيفها وستهتم بها, وباول محاضرتها بالجامعة تتعرف هبة على فتاة بولاندية يهودية وتصبح صديقتها المقربة جداً, وهنا تبدأ الفتاة البولاندية بالتقرب اكثر من هبة وبطرح عليها افلام حربية تتحدث بها عن الدولة الفرنسية وعن كفحاتها وبالاضافة إلى تشويه صورة فرنسا بالاعلام العربي.
تعاطفت هبة جداً بكلام صديقتها وبعد فترة قصيرة تعرفت هبة عن طريق صديقتها البولندية على عميل متخفي للموساد ومن خلال دردشته مع هبة في احد السهرات من اجل تكون سبب في تاثير على قرارات الجالية العربية في فرنسا وذلك من خلال تغير ارائهم وافكارهم على دولة الاحتلال الفرنسية ومن خلال تلك الدردشة البسيطة اكتشف العميل سر كبير من هبة وهو ان هنالك ضابط جيش مصري كان يطاردها بستمرار بسبب عشقه لها وذلك في اوقات النادي الجزيرة في مصر وهي لم تكن تبادله مننفس المشاعر بل كانت تسخر منه ومن مشاعره.
وهنا بدأ العميل باقناع هبة بالعمل معه وبانها ستكون أكثر تأثيراً وتغيراً على الدولة الحبيبة فرنسا وبانهم سيمنعون الحرب بينهم وبين مصر وذلك من خلال ذلك الضابط المصري, وطبعاً بعد ان قال لها مانوع العمل الذي يعمل به وبانه يعمل لصالح الموساد كضابط. وكان اسم الضابط الذي يحب هبة فاروق الفقي وكان يعمل ضابط مهندس في سلاح الصاعقة المصرية قبلت هبة المهمة وعادت لمصر على الفور وذهبت للنادي الذي كان يتواجد به الضابط فاروق الذي حصل على ترفيع واصبح المقدم فاروق الفقي.
وبسبب علم وثقافة هبة الزائدة كان يرى فاروق نفسه جاهل امامها ومن اجل ذلك كان يحاول تبين نفسه امامها وذلك من خلال تكلمه عن انجازته العملية فكان يبوح بكل اسرار الجيش والدولة وعن كل تفصيل لدرجة في يوم احضر لها خرائط صورايخ الدفاع الجوي في شقة المعادي التي كانت مكان الالتقاء, وهنا صرحت هبة لفاروق عن طريقة عمالها وبانها تريده ان يتعاون معها وكما يقال “ومن الحب ماقتل” قبل فاروق العمل مع هبة وبدات هبة بتعليمه وبتدريبه على اجهزة الارسال وعلى الحبر السري ومن ثم عادت هبة لفرنسا.
وفي تلك الاوقات كانت مصر تعمل على بناء اجهزة السد الصاروخية على طول خط القناة وذلك تجهيز لحرب اكتوبر عام 1973
وفي اول التجهيزات والتحضيرات للقاعدة تاتي الطائرات الصهيونية وتطلق صاوريخ تدمر كل شيء وبدأ يتكررالموضوع بشكل مخيف وطبعا الخسائر كانت تستمر وتزداد من خلال ارواح جنود واموال واتعاب كثيرة, بدأت هنا الحكومة المصرية بتسأل من اين تاخذ اسرائيل الاخبار, فبدأت المخابرات الحربية بقيادة اللواء محمد فؤاد نصار بمراقبة الضباط والقيادات من اجل معرفة الخائن.
وهنا لاحظ اللواء محمد من خلال مراقبته للرسائل التي تاتي وتذهب لضباط والمقادمين الجيش المصري, أن هناك احد الرسائل من ضابط عاشق لفتاة بباريس ويقول لهل بتلك الرسالة بانه واخيراً استطاع من تركيب الايريال المخصص للراديو على سطح منزله
وهنا ذهبوا لتفتيش سطح منزل فاروق الفقي الذي ترفع مرة أخر واصبح مدير مكتب قائد السلاح الصعقة العميد نبيل شكري, ووجدوا فعلاً الايريال المخصص للراديو وهنا تم القبض عليه وتم التحقيق معه واعترف بكل شيء وتم اخفاء الامر.
وهنا امرت الحكومة المصرية بالقبض على هبة وبسرعة فرسمت المخابرات المصرية خطة برئاسة الفريق اول رفعت جبريل من أجل احضار هبة إلى مصروعدم هروبها إلى اسرائيل إذا ما اكتشفت أمر خطيبها المعتقل، وكانت الخطة تتضمن أن يسافراللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر من جهاز المخابرات إلى ليبيا لمقابلة والدها الذي كان يشغل وظيفة كبيرة في طرابلس، وإقناعه بأن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية خطف طائرة مع منظمة فلسطينية.
وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها، وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها، لذا يجب السعى لخروجها من فرنسا لمنع الزج باسم مصرفي مثل هذه العمليات الارهابية، وطلب الضابطان من والد هبة أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته بزعم أنه مصاب بذبحة صدرية. أرسل والد هبة برقية عاجلة لابنته فجاء ردها سريعا ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس إلى باريس، حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك، وأنها ستنتظره بسيارة اسعاف في المطار، وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها. ولكي لا تترك المخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها. فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت مع الضابطين من أجل اعتقالها.
قامت المخابرات الليبية بحجز غرفة في مستشفى طرابلس لوالدها وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون به بالضبط.، أرسل والدها مجددا لابنته يخبرها بعدم قدرته على السفر إلى باريس لصعوبة حالته وبالفعل صح ما توقعته المخابرات المصرية إذ أرسل الموساد شخصين للتأكد من وجود والدها في المستشفى الليبي وعندها فقط سمح لها بالسفر على متن طائرة ليبية في اليوم التالي إلى طرابلس.عندما نزلت هبة عدة درجات من سلم الطائرة في مطار طرابلس وجدت ضابطين مصريين في انتظارها، صحباها إلى حيث تقف طائرة مصرية على بعد عدة أمتار،
فسألتهما: إحنا رايحين فين؟
فرد اللواء حسن عبد الغني: المقدم فاروق عايز يشوفك.
فقالت: هو فين؟.
فقال لها: في القاهرة.
صمتت برهة ثم سألت: أمال أنتوا مين؟!
فقال: إحنا المخابرات المصرية.
وعندها أوشكت أن تسقط على الارض. فأمسكا بها وحملاها حملاً إلى الطائرة التي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمة من باريس بالهدية الغالية لقد تعاونت شرطة المطار الليببي في تأمين انتقال الفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثر صاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس. قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشف أسرار علاقتها بالموساد.
مثلت هبة أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالاعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها بل إنها تقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة لكن التماسها رفض وكان وقتها هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي قد حضر إلى اسوان لمقابلة الرئيس السادات، في أول زيارة له إلى مصربعد حرب اكتوبرعام 1973 وفوجئ السادات به يطلب منه بناء على رغبة شخصية من جولدا مائير أن يخفف الحكم عليها، التي كانت تقضي أيامها في أحد السجون المصرية. وفطن السادات أن الطلب سيكون بداية لطلبات أخرى ربما تصل إلى درجة إطلاق سراحها.
فقاله ان الحكم تم تنفيذه والحقيقة ان هبة مازالت على قيد الحياةوبعد انتهاء الجتماع امر السادات حاكم مصربتنفيذ الحكم بهبة وفاروق فوراً
لم يظهر على هذه البنت ذات الخمسة وعشرين ربيعا أي مظهر للقلق أو الاكتئاب وفي الغالب فإن هذه الفتاة كانت مختلفة في كل شيء فالمحكوم عليه بالإعدام دائمًا ما تجده يعيش كل لحظة مما تبقى له في الحياة وهو يقرأ القرآن ويدعو الله أن يغفر له ما اقترفه من ذنب ولكن هبة كانت تقضي وقتها كله في التزين ولبس.
ولكن هبة لم تكن تعترف بهذا الحكم وهي تؤكد بأن هناك قوى في الغرب ليست إسرائيل وحدها سوف تجبر القيادة في مصرعلى إخلاء سبيلي. قامت هبة بالفعل بإرسال التماس إلى الرئيسأنور السادات لمنحها عفوًا رئاسيا وكذلك قامت بإرسال خطاب إلى السيدة جيهان السادات عن طريق المجلس الأعلى للمرأة، وبالطبع لم نعلم شيئا عن هذه الخطابات لكونها أرسلتها عن طريق أقاربها وليس عن طريق إدارة السجن وزارة الداخلية. وقد أردت التحقق من هذه المعلومات وبالفعل بلغنا أنها أرسلت التماسا إلى السيد الرئيس أنور السادات وأن الالتماس رفض وأصبح الحكم واجب النفاذ.
واذا بمأمور سجن القناطرالذي لايحتوي على غرفة اعدام فطلب هبة وقال لها بانهم سيخلوا سبيلها من خلال التماس الذي ارسالته وقال لها انها سيتم نقلها إلى القاهرة فرحت هبة جداً. يتم نقل هبة بشكل امني سري كبير للقاهرة لم تكن الوجهة إلى الرئاسة الجمهورية لقد كانت الوحهة إلى سجن الاستئناف حيث تقبع هناك غرفة الاعدام عند وصول هبة للسجن في وقت الفجر فتنهار وتبدأ بالبكاء وتبدأ عملية تنفيذ الحكم وتنتهي القصة وتنهي معها ايضا حياة الفتاة الجميلة ذو الخمسة والعشرين وبعدها يتم تنفيذ حكم الاعدام رمياً بالرصاص بالمقدم فاروق ويتم قفل القضية ويتم انتاج فلم الصعود إلى الهاوية.