قصة من روائع مافعله الظاهر بيبرس
قصة من روائع الظاهر بيبرس كيف أزال الظاهر بيبرس في رمضان 666 هجرية دولة إنطاكية الصليبية التي تزيد مساحتها عن فلسطين التي يحتلها الصهاينة.
إنطاكية من المدن المقدسة في عالم النصرانية ولذلك اتجهت اليها جيوش الصليبيين قبل القدس وكانت إنطاكية من أغنى وأبهى الإمارات الصليبية.
وقد انساق أمير إنطاكية الصليبي بوهمند السادس وراء حميه هيثوم ملك الأرمن في التحالف مع المغول بقيادة هولاكو ضد المسلمين وشاركت قواته معهم في احتلال بغداد سنة 656.
والتنكيل بالمسلمين في الشام وارتقى السلطان الظاهر بيبرس بتدريب الجيش المسلم ورفع قدرته القتالية حتى بلغ درجة لم يبلغها من قبل لا في عهد نورالدين ولافي عهد صلاح الدين.
و خرج الظاهر بيبرس بجيشه المهيب من مصر في 3 جمادى الآخرة 666 هجرية وقسم جيشه إلى ثلاثة اقسام للاطباق على إنطاكية و قاد بيبرس الهجوم بنفسه وفي يوم الأربعاء أول رمضان 666 أصبح بيبرس امام إنطاكية فخرج قائد الصليبيين سيمون بفرقة لمواجهة جيش بيبرس فانزلوا به الهزيمة واسروه واحضروه أمام بيبرس.
فطلب منه أن يعود إلى المدينة ليطلب من أهلها تسليمها بالأمان حقنا لدمائهم فعاد سيمون إلى إنطاكية وترك إبنه رهينة لدى بيبرس ولم ينجح سيمون ومن معه من رجال الدين باقناع الصليبيين بالتسليم بالأمان.
وفي الساعة الرابعة من يوم السبت 4 رمضان 666 أمر بيبرس جنوده بالهجوم وتسلق الجنود اسوار إنطاكية بطريقة اسطورية غير مسبوقة وكأنهم الفهود والنمور مما يدل على التدريب الشاق المسبق والعالي لهذه العملية الفريدة.
وبسرعة البرق فتحوا الأبواب وتدفقت قوات البطل الظاهر بيبرس إلى داخل إنطاكية وشرعت في حصد الصليبيين بلا هوادة ولم يبقوا من الصليبيين أحدا أما نساء وابناء الصليبيين فقد أصبحوا رقيقا للمسلمين.
وبلغوا من الكثرة ان سعر الغلام انخفض إلى 12دينار والجارية إلى 6 دنانير اما الأموال من الذهب والفضة والحلي فبلغت من الكثرة حدا انها وزعت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد لأن إنطاكية كانت أغنى المستخربات الصليبية.
وا ستسلمت للظاهر بيبرس سائر القرى والحصون التابعة لانطاكية وحصل منها على غنائم أخرى وفيرة واما بوهمند فلم يكن متواجد بل كان في طرابلس وقد أرسل له بيبرس رساله يشرح له مافعله بانطاكيا ويغيظة يقول فيها:
ولو رأيت كنائسك : وصلبانها قد كسرت وصحفها من الأناجيل المزوّرة قد نشرت وقبور البطارقة قد بعثرت ولو رأيت عدّوك المسلم داس مكان القداس والمذبح وقد ذبح فيه الراهب والقسيس والشماس والبطارقة قد دهموا بـــ طارقة وأبناء المملكة وقد دخلوا في المملكة ولو شاهدت النيران وهي في قصورك تحترق والقتلى بنار الدنيا قبل نار الآخرة تحترق وكنيسة بولص وكنيسة القسيان.
وقد تركت كل منهما وزالت لكنت تقول ياليتني كنت تراباً وياليتني لم أوت بهذا الخبر كتابا ولكانت نفسك تذهب من حسرتك ولكنت تطفئ تلك النيران من ماء عبرتك ولتعلم أن الإله الذي أنطاك أنطاكية منك استرجعها، والربّ الذي أعطاك قلعتها منك قلعها ، ومن الأرض اقتلعها وكتابنا هذا يبشرك أن عَلمنا الأصفر نُصب مكان علمك الأحمر ، وأن صوت الناقوس صار عوضه الله أكبر.
و من بقي من رجالك أُطلقوا و لكن جَرحى القلوب و الجوارح و سلموا و لكن من نَدب السيوف إلى بكاء النوايح و أطلقناهم ليُحدثوا القومص بما جرى و يحذروا أهل طرابلس من أنهم يغترون بحديثك المفتري و ليروهم الجراح التي أريناهم بها نفادا و لينذروهم لقاء يومهم هذا و يفهموكم أنه ما بقي من حياتكم إلا القليل و أنهم ما تركونا إلا على رحيل فتعرف كنائسك وأسوارك أن المنجنيقات تسلم عليها إلى حين الإجتماع عن قريب ، و تعلم أجساد فُرسانك أن السيوف تقول إنها عن الضيافة لا تغيب.
بعد سقوط إمارة انطاكية بثلاث وعشرين عاما سقطت عكا فانتهت الإمارات الصليبية بأكملها.