ثقافة عامة
قصة جميلة معبرة بعنوان “الأرنب البري والشجرة”
يقولُ “هان في تزو” الفيلسوفُ الصيني الذي عاشَ في القرنِ الثالثِ قبل الميلاد:
كانَ في “صونغ” رجلٌ يحرثُ حقلاً في وسطه شجرة ضخمة، وذاتَ مرةٍ اصطدمَ بالشجرةِ أرنبٌ بريٌّ كان يجري بسرعةٍ فدُقَّتْ عنقه ومات! وفرحَ الفلاحُ بهذا العَشاءِ اللذيذِ السَّهل.
ومُنذُ تلكَ اللحظةِ ألقى محراثه جانباً، وراحَ يُراقبُ الشجرة، وينتظرُ أن يصطدمَ بها أرنب آخر!
طالَ انتظاره، وتلفَ حقله بسببِ الإهمال، ومع ذلك لم يحصلْ على أرنبٍ جديد، وصارَ في النهايةِ موضع سخرية لأهلِ صونغ جميعاً حتى أنهم أسموه الرجلُ مُنتظرُ الأرنب!
ما يحدثُ مرةً واحدةً بالصدفة -مع أني لا أحبُّ استخدامَ مصطلح الصدفةِ فكل شيءٍ في هذه الدنيا بقدر- لا يجب أن يُصبحَ قاعدة قابلة للتعميم!
بمعنى لو أنكَ في طريقكَ إلى عملكَ، وجدتَ مبلغاً من المالِ مُلقى على الأرض، وهذا المبلغُ يفوقُ ما تحصل عليه من أُجرةِ يومك، فهذا لا يعني أن تستقيلَ من عملك، وتذهبَ كل يوم لتبحث في الطرقاتِ عن مالٍ ملقى على الأرض!
هذه الدُنيا دار أسباب، والعاقلُ يأخذُ بالسببِ المُستطاعِ ويجعلُ يقينه على الله، ولكنَّ ترك الأسبابِ وعقد اليقين على الله هو سوء فهمٍ لسُنَّةِ اللهِ في الكون!
عندما أرادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُهاجرَ اصطحبََ معه دليلاً يُرشدُهُ إلى الطريق، ولو تركَ أحدٌ الأخذُ بالأسباب، مُتذرِّعاً بإيمانه ويقينه بالله، لتركه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلا أحد من البشريةٍ له إيمانه ويقينه بربه!
ويوم غَزوة أُحُد لبسَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم درعين لا درعاً واحداً، هو يعرفُ أنَّ الدروع لا تردُّ الموت لو حانتْ ساعةُ المرء، ولكن الأخذ بالأسباب من تمامِ التوكُّلِ على الله وليس مُنافياً له!